وفي البحر 6: 106: «العامل في (إذ) فأووا».

2 - {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [46: 11].

في الكشاف 3: 444: «العامل محذوف تقديره: وإذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم، ومثله في العكبري 2: 123، والبحر 8: 59 ثم قال: «ويمتنع أن يعمل فيه فسيقولون لحيلولة الفاء، ولتعاند زمان (إذ) وزمان {فسيقولون هذا إفك قديم}.

وقال السهيلي في الروض الأنف ج 2: 286 - 287: «فإن جوز وقوع المستقبل في الظرف الماضي على أصله الفاسد فكيف يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها، ولا سيما مع السين، وهو قبيح أن تقول: غدًا سآتيك فكيف إن قلت: غدًا فسآتيك، فكيف إن زدت على هذا وقلت: أمس فسآتيك. و (إذ) على أصله بمنزلة أمس، فهذه فضائح لا غطاء لها ...».

وقال الرضي في شرح الكافية 2: 371 - 372 «وأما قوله:

{وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ} 46: 11.

وقوله: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} 18: 16.

وقوله: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا} 58: 13.

فلإجراء الظرف مجرى الشرط ... وذلك في (إذ) مطرد. ويجوز أن يكون قوله: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ}، وقوله: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا} من باب {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} 74: 5.

أي مما أضمر فيه (أما). وإنما جاز إعمال المستقبل الذي هو {فسيقولون} و {فأووا} و {فأقيموا} في الظروف الماضية التي هي {وإذ لم تهتدوا}، {وإذ اعتزلتموهم}، {فإذ لم تفعلوا} وإن كان وقوع المستقبل في الزمن الماضي محالاً، لما ذكرناه في نحو: أما زيد فمنطلق من الغرض المعنوي، أي قصد الملازمة، حتى كأن هذه الأفعال المستقبلة وقعت في الأزمنة الماضية. وصارت لازمة لها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015