التذكير قوله تعالى: {مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا} 1, و {جَرَادٌ مُنْتَشِر} , و {أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِر} 3؛ ومن التأنيث قوله تعالى: {أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَة} 4, وقوله: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ} 5, في حين أن السحاب مذكر في قوله تعالى: {يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} 6. والأمر أهون من هذا، فما زاد القرآن في تلك الألفاظ المترجحة بين التذكير والتأنيث على أن أظهرنا على عدم استقرار هذه الألفاظ لدى فصحاء العرب، ونزوله بالأمرين جميعًا يحفظ لغير لهجة قريش اعتبارها, مؤكدًا في الوقت نفسه ضرورة التساهل في قضية لغوية لا تمت إلى المنطق العقلي بصلة، فليس القول بتأنيث جمع الجنس, أو المؤنث المجازي بأولى من تذكيرهم، ولا هناك اعتبارات حقيقية لدى بعض القبائل دون بعض تحمل على تقديم مذهبها، وتصويب طريقتها، ويمكن أن يقال هذا في عدد لا يستهان به من الفروق بين لهجتي الحجاز وتميم, وردت في القرآن بكَلَا الأمرين.

ج- وفي أصوات الحروف اختلاف بين تميم والحجاز، فالثاء عند تميم تقابل الفاء عند الحجازيين، فتميم: لثام، والحجاز لفام7.

قال أبو زيد: "وبنو تميم في هذا المعنى: تلثمت تلثمًا8".

ومن ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: {وَفُومِهَا} بالفاء على لغة أهل الحجاز، وهو الثوم عند تميم9.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015