{الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} 1.

{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} 2.

{المص، كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} 3.

{الم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} 4.

{يس، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} 5.

{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ، مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} 6.

{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ، بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ، أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ، قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} 7.

فهذه الفواتح إنما جاءت في أوائل هذه السور للتنبيه على الأصول الاعتقادية -كما قلنا.

ولهذا جاءت على غير ما ألَّف العرب، لتكون أجلب لانتباههم, وأقرع لآذانهم وقلوبهم.

وقوله: إن سورتي البقرة وآل عمران ليستا خطابًا للمشركين؛ لأنهما مدنيتان -غير مسلم، فالمشركون كانوا في مكة والمدينة، وفي غيرهما من البلاد والبوادي، والخطاب عام للمشركين وغيرهم من أهل الريب والزيغ والضلال.

7- ومنهم من يقول: إنها حروف تحدَّى الله بها العرب، وهذا التحدي يظهر من وجهين:

الأول: أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وقد جرت العادة أنه لا ينطق بمثل هذه الحروف مقطَّعَة هكذا إلا مَنْ كان يقرأ ويكتب، فدلَّ هذا على أنه -صلى الله عليه وسلم- يتلقى القرآن من لدن حكيم خبير، فيقرأه كما تلقاه.

والثاني: أن القرآن الكريم مؤلَّف من الحروف الهجائية التي يتكلَّم بها العرب، فلو كان قد تعلمه محمد -صلى الله عليه وسلم- من بشر، كما يقولون، فلِمَ عجزوا عن الإتيان بسورة من مثله، وهم أفصح العرب، وأقدر الناس على الكلام والبيان، فكأن هذه الحروف تتحداهم بأسلوب لا عهد لهم بمثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015