...
عموم الخطاب وخصوصه: وتحته مسائل:
الأولى: الخطاب الخاص بالرسول صلى الله عليه وسلم هل يشمل الأمة أم لا؟
كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} 2 وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} 3.
الجواب:
للعلماء في ذلك قولان:
الأول: أنه يشمل الأمة، لأن أمر القدوة أمر لأتباعه معه عرفًا4 إلا ما دل الدليل على أنه من خواصه؛ كقوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} 5 فلو كان الخطاب الخاص بالرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يشمل الأمة لما احتاج إلى التخصيص بقوله "خالصة لك".
الثاني: قول الأصوليين: أنه لا يشمل الأمة، وذلك لخصوص اللفظ، وإن شملهم فبدليل آخر، لا بمجرد النص المذكور6.