هاجر إلى المدينة فأذن له وللمسلمين بقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} 1.
ورجح ابن العربي أن أول آية نزلت آية الحج: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} ثم نزل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} 2 فكان القتال إذنًا ثم أصبح بعد ذلك فرضًا، ثم أمر بقتال الكل فقال: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الآية3.
وذلك أن قريشًا حتى بعد أن هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة لم تألو جهدا للإيقاع بالمسلمين فأذن الله سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام وللمهاجرين معه بالقتال فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبعث السرايا وكل أفرادها من المهاجرين وليس فيهم من الأنصار أحد4.
وحتى هذا الإذن كان لقتال المشركين وحدهم دون غيرهم فاليهود في المدينة لم يؤمر بقتالهم مع أذاهم بل أمر بالعفو والصفح حتى يأتي الله بأمره، قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} 5 وفترة هذه المرحلة من الهجرة إلى غزوة بدر.
المرحلة الثالثة:
الأمر بالجهاد للدفاع.
وذلك أن قريشًا تضررت من السرايا التي يبعثها الرسول -صلى الله عليه وسلم- للهجوم على قوافل قريش فجمعت جمعها واتجهت إلى المدينة لحماية إحدى