الحميد ذات (منهج علمي حيادي وثائقي صارم) في تعرية المنهج الاستشراقي، وكشف زيفه، وربطه بالعنصرية الغربية (?) ضد الشرق بعامة، والإسلام والمسلمين والعرب بصفة خاصة.
ومما ذكره في ذلك أن المستشرقين انتهجوا في دراستهم للإسلام منهجًا يستجيب للمراحل التاريخية التي مرَّ بها الغرب في علاقته بالشرق والإسلام (?)، وأنهم عمدوا إلى تطبيق المقاييس النصرانية على الدين الإسلامي (?).
وبعبارة مجملة فإنَّ كتاب إدوارد سعيد عن الاستشراق (الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء) (?) كان بمثابة الإعلان عن هزيمة المنهج الاستشراقي هزيمة علميَّة منهجية (?)، فقد دلَّل مؤلفه بطرق شتى على أن مهمة الاستشراق في تاريخه الطويل هي إنتاج العالم الإسلامي إنتاجًا آخر من شأنه تحقيق تبعيته للغرب ودوام انقياده لفكره وحضارته وثقافته (?). . . ويتضح ذلك في كثير مما أورده في هذا الجانب مثل ما يأتي:
- (لقد استجاب الاستشراق للثقافة التي أنتجته -الثقافة الغربية- أكثر مما استجاب لموضوعه المزعوم) (?).