الدعوة والجهاد؛ باعتبارهما من أنجع الوسائل في تحقيق تميّز الأُمَّة الإسلاميَّة، وهما جناحا انتشار الإسلام، ونشوء تاريخه وحضارته، فالأُمَّة الإسلاميَّة أُمَّة دعوة وجهاد، ولها منهجها المتميِّز في تطبيق هذين المبدأين اللذين أعطيا تاريخ الإسلام وحضارته طابعه الفريد، وبهما تحقق تميُّز الأُمَّة، فالدعوة إعلام بذاتية الأُمَّة، والجهاد تأكيد لها ودفاع عن وجودها من عدوان غيرها أو جعلها بالقهر والاستبداد تحت نير سيادة أمم أخرى.
أمَّا الدعوة فإنها تنبثق من قول الحق -عز وجل-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] (?)، (فهو إعلان تشمل مساحته الزمنية جميع الأجيال، ومساحته المكانية تسع العالم كلَّه. . .، ومسلك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه من بعده، وإجماع المسلمين في كل مكان يدل على عالميَّة هذه الدعوة. . ويترتب على ذلك. . مواصلة نشر الدعوة وإبلاغها للناس. . .، ولما كانت الدعوة الإسلاميَّة دعوة عالميَّة في الزمان والمكان جاءت أنظمتها شاملة لجميع شؤون الحياة، ومتطلبات المجتمعات في كل زمان ومكان، فهي تشمل أمور العقيدة، والعبادة وما يتفرغ عنهما من أنظمة للحياة) (?).
ولأنَّ الإسلام هو دين اللَّه المختار لجميع المكلفين، وهو الدين