ودعا إليه كتاب اللَّه. . لقد دعا القرآن الناس إلى التبصر بحقيقة وجودهم، وارتباطاتهم الكونية عن طريق (النظر الحسي) إلى ما حولهم، ابتداءً من مواقع أقدامهم وانتهاءً بآفاق النفس والكون) (?).

جـ- الالتزام بالإسلام والاعتزاز به من خلال المواقف

جـ- الالتزام بالإسلام والاعتزاز به من خلال المواقف، وهذا جانب آخر له أهميته في تحقيق تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، ولا سيما أن التاريخ أصبح في العصر الراهن من أهم الوسائل التي تستخدم التوجيه الشعوب وتربيتها كما استعان به أصحاب المذاهب الفكريَّة في فلسفة مذاهبهم وتأييدها وإيجاد سند تاريخي لها، بل إنَّ الأوروبيين ينظرون له نظرة تقديس وإجلال، ويطلبون منه تفسير الوجود وتعليل النشأة الإنسانية. . . ودراسة التاريخ الإسلامي وبالأخص السيرة النبويَّة، وتاريخ الخلفاء الراشدين، والفتوحات الإسلاميَّة، وسير العلماء والمجاهدين، والقادة من سلفنا الصالح) (?)، تسهم في تحقيق تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، لأنها بمثابة النماذج للقدوة الصالحة في حياة الأُمَّة من خلال مواقفهم الملتزمة بالإسلام والمنبثقة من الاعتزاز به.

وتاريخ الأُمَّة الإسلاميَّة ينطوي على صفحات ناصعة لتلك المواقف، وهي من الكثرة بمكان، ولا يُمكن الإحاطة بها، ويقتصر هنا على ذكر موقفين -فقط- بصفتها من النماذج التي توضح بجلاء الالتزام بالإسلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015