اصطبغت بالصبغة السياسيَّة إلى جانب الصبغة الدينيَّة والاستعمارية مستجيبة في ذلك للتطورات الفكرية والتاريخية في الغرب وفي العالم الإسلامي على السواء؛ للحيلولة دون قيام الأُمَّة الإسلاميَّة بما أوجبه اللَّه عليها من الشهادة على الناس وقيادتهم في صراط اللَّه المستقيم، وكان يسهام الاستشراق في ذلك كما قال إدوارد سعيد: (النظر إلى الأُمَّة الإسلامية كمشكلة تتطلب الحل أو الحصر ضمن حدود، أو الاحتلال. . .) (?).

وإذا كان الاستشراق المعادي للإسلام يقدم هذه النظرة من خلال دراساته إلى القوى المعادية للأُمة الإسلامية؛ فإنَّ ما تضمنته هذه الدراسات لا يعدو أن يكون: (شن غزو فكري عام على الإسلام وعقيدته وشريعته وحضارته، واتهامه بالقصور عن مسايرة الحياة الحديثة ومحاولة تغييره بما ينسجم مع الحياة الغربية الحديثة) (?)، بهدف إعاقة رسالة الأُمة الإسلامية، ومحاولة صد الناس عن الاستجابة لها وتفاعلهم معها، فهذه المحاولة التي تبنَّاها المستشرقون؛ تنطلق من مبدأ أن لا يسمح للشرق أبدًا بأن يتجه وجهته الخاصة أو ينفلت من السيطرة، إذ أن وجهة النظر في ذلك كله هي (أن الشرقيين لا يمتلكون تراثًا من الحريَّة) (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015