الأمريكية وحدها، حوالي تسعة آلاف مركز للبحوث والدراسات، منها حوالي خمسين مركزًا متخصصًا بالعالم الإسلامي، ووظيفة هذه المراكز تتبع ورصد كل ما يجري في العالم، ثُمَّ دراسته وتحليله، مقارنًا مع أصوله التاريخية ومنابعه العقائدية، ثُمَّ مناقشة ذلك مع صانعي القرار السياسي، لتبنى على أساس ذلك الخطط، (والاستراتيجيات)، وتحدد وسائل التنفيذ) (?).
وعلى الرغم مِمَّا اتسمت به بعض الدراسات الاستشراقية الحديثة من اتزان وموضوعية؛ إلَّا إنَّ تلك الدراسات المرتبطة بدوائر العداء للإسلام والصراع الحضاري مع الأُمَّة الإسلاميَّة بخاصة والشرق بعامَّة تحاول -بصفة مباشرة وغير مباشرة- (إلغاء النسق الفكري الإسلامي، وتحاول تشكيل العقل المسلم، وفق النسق الغربي) (?)، وقد انتهجت في ذلك الوسائل والأساليب الآتية:
1 - إنجاز دراسات تظهر تفوق الغرب وخطره و (أنَّ أوروبا مركز الكون كله، وأن الثقافات والحضارات والآداب العالمية ليس لها قيمة إلَّا إذا اتفقت تمامًا مع الثقافات والحضارات والآداب الأوروبية) (?).
2 - التحذير من الإسلام، وقد وصل الأمر ببعض المستشرقين إلى أن يقول: (إنَّ الإسلام حكاية متقلبة وخطرة، وحركة سياسيَّة تتدخل في شؤون الغرب وتقلق راحته، وتحرض على العصيان والتعصب في كل أرجاء