رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من طرق يشد بعضها بعضًا، ونحن إن شاء اللَّه تعالى نورد منها ما تيسر) (?).
- ثم أورد جملة أحاديث تؤكد ذلك منها: ما رواه أسامة بن زيد -رضي اللَّه عنهما- قال في قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32] الآية: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كلّكم من هذه الأمة" (?)، وروي عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- قوله: (هم أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ورثهم اللَّه كل كتاب أنزله، فظالمهم يغفر له، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب) (?).
- ومنها ما روي عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: (أن هذه الأمة ثلاثة أثلاث، يوم القيامة ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ما هؤلاء؟ وهو أعلم تبارك وتعالى، فتقول الملائكة: هؤلاء جاؤوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك شيئًا، فيقول الرب -عز وجل-: أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي. وتلا عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- هذه الآية: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32] الآية (?).