واقتضت حكمة اللَّه أن يتحقق الاستخلاف بظهور الحق، وانتصار الصالحين، وتمكينهم في كل دورة من دورات الصراع بين الحق والباطل، وأن تكون العاقبة للمتقين، وأن يؤول الاستخلاف إليهم؛ قال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [هود: 57]، وفي آية أخرى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، قال ابن كثير في تفسيرها: (أي: ولكن يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره) (?).
وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55].
أمَّا تعريف الاستخلاف في الاصطلاح فهو: (عبادة طوعيَّة للَّه بالتزام هديه وشرائعه ينشأ عنها ضبط للسلوك الإنساني في علاقته مع اللَّه وعلاقته بالكون والمخلوقات؛ بحيث تسير الحياة الإنسانية ضمن إطار الصلاح) (?).