المفكرين ناقش المقصود من الخلافة مستندًا إلى ما ورد في معناها من كونها النيابة عن الغير لتشريف المستخلف (كما ذكر ذلك الأصفهاني)؛ ولأنّ ما ذهب إليه شيخ الإسلام لا يتأتى في هذا المعنى المشار إليه (?)، وقد عزَّز ذلك أحد المفكرين بقوله: (إنَّ القول بخلافة الإنسان للَّه -عز وجل- في الأرض جائز، ولا يلزم من ذلك خلو الأرض من سلطان اللَّه -عز وجل-، فكما أن المؤمنين يرثون الأرض ويتبوؤن من الجَنَّة حيث يشاؤون في الآخرة، واللَّه -عز وجل- هو الذي يورثهم إياها، دون أن يلزم من هذا المعنى والمفهوم موت الموروث جل جلاله ولا غياب هيمنته أو خلو الجنّة من سلطانه، كذلك يجوز القول بأن اللَّه تعالى حين استخلف الإنسان في الأرض أصبح الإنسان المؤمن خليفة له -عز وجل- دون أن يلزم من هذا خلو سلطانه من الأرض، أو غياب هيمنته عليها) (?).
ثُمَّ إنّ الخلافة إمَّا أن تكون ممثلة في (آدم ومن قام مقامه في طاعة اللَّه والحكم بالعدل بين خلقه) (?)، وإمَّا أن تكون لجميع البشر يخلف بعضهم بعضًا، ومنهم من يخرج عن طاعة ربه ويكفر بما جاءه من الهدى (?)، ولذلك فرَّق بعض الباحثين بين مسمَّى (خلائف) ومسمّى (خلفاء)، وجعل (صيغة "خلائف" في الوراثة الزمنيَّة للأمم الكافرة التي أهلكها اللَّه، والتي يجب أن تكون الأمم الخالفة فيها مخالفة للأمم المخلوفة في نهجها وسلوكها) (?)، وجعل (صيغة "خلفاء" في الوراثة الدينيَّة الصالحة؛ لأنَّها