مُسَلِّمين، ووجوهم للَّه خاصية عجيبة في نزول البركات، وتدلي الرحمة. . . فمراد اللَّه من نصب هذه الأُمَّة أن تكون كلمة اللَّه هي العليا، وألا يكون في الأرض دينٌ أعلى من الإسلام، ولا يتصور ذلك إلَّا بأن تكون سنتهم أن يجتمع خاصتهم وعامتهم، وحاضرتهم وباديتهم، وصغيرهم وكبيرهم لما هو أعظم شعائره، وأشهر طاعاته، فلهذه المعاني انصرفت العناية التشريعية إلى شرع الجمع والجماعات، والترغيب فيها، وتغليظ النهي عن تركها) (?).
قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج: 41].
ومن شعائر الإسلام التي تميَّزت بها الأمَّة الإسلاميَّة الأذان، وهو الإعلان عن دخول وقت الصلاة والدعوة إلى أدائها، قال عنه أحد العلماء: (الأذان مقصوده الإعلام بأوقات الصلاة تنبيهًا على أن الدين قد ظهر، وانتشر علم لوائه في الخافقين، واشتهر، وسار في الآفاق على الرؤوس فبهر، وأذل الجبابرة وقهر) (?).
وقال أيضًا: (واعلم أن الأذان كلمة جامعة لعقيدة الإيمان مشتملة على نوعيَّة من العقليات، والسمعيات، فأوله إثبات الذات، وما يستحقه من الكمال، والتنزيه عن الأضداد، وذلك بقوله: (اللَّه أكبر)، وهذه اللفظة مع اختصار لفظها دالَّة على ما ذكر، ثُمَّ صرح بإثبات الوحدانية، ونفي