ساجدًا للَّه تعالى، يمرغ وجهه، ويعفر جبينه، وأعطى القلب زمامه، وأرسل النفس على سجيتها، فلا حجر على الخشوع، ولا ملامة على الدموع) (?).
ج- ومن آثار الصلاة على المسلم أنها من أسباب استقامته، وصلاح أخلاقه، وسلامة قلبه وروحه وعقله، وقد جاء الأمر بها في القرآن الكريم مقرونًا بالبر، وبالمسلك الحسن، وبالإخلاص وبالشكر وبالأمن والرخاء، والفضل والرزق والطهارة، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]، وقال تعالى في حق نساء الرسول: {وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]، وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 56]، وقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور: 36 - 38].
ولا غرو أن تبعث الصلاة على الاستقامة الشاملة، وهي تربط الإنسان بربه فيستشعر عظمته ومراقبته له واطلاعه عليه، وإحاطته بسره وجهره، ثُمَّ هو في موقف اختبار دائم من خلال هذه الصلاة التي هي الصلة بين العبد وربه، فلابُدَّ أن يحرص العبد على سلامتها وحسنها، وذلك يقتضي أن