تتميَّز الأُمَّة الإسلاميَّة من بين سائر الأمم بالوسطيَّة في عقيدتها وفي عباداتها، وهذه الوسطيَّة لا تعني الموقف الوسط بالمنطوق الرياضي (?)، بل تعني الأفضليَّة المرتبطة بالوسط وهي بذلك كما وصفها أحد المفكرين: (إنَّها الحق، بين باطلين. . والعدل بين ظلمين، والاعتدال بين تطرفين، والموقف العادل الجامع لأطراف الحق والعدل والاعتدال، الرافض للغلو -إفراطًا أو تفريطًا- لأن الغلو الذي يتنكب الوسطية، هو انحياز من الغلاة إلى أحد قطبي الظاهرة، ووقوف عند إحدى كفتي الميزان، يفتقر إلى توسط الوسطية الإسلاميَّة الجامعة. . والوسطيَّة الإسلاميَّة الجامعة ليست ما يحسبه العامَّة، من المتعلمين والمثقفين: انعدام الموقف الواضح والمحدد أمام المشكلات و (القضايا) المشكلة. . لأنها هي الموقف الأصعب الذي لا ينحاز الانحياز السهل إلى أحد القطبين فقط. . فهي بريئة من المعاني. . التي شاعت عن دلالات مصطلحها بين العوام، وهي كذلك ليست (الوسطية الأرسطية) (?) كما يحسب كثيرٌ من المثقفين ودارسي