الإسلاميَّة من السعة والشمول والصلاح والملاءمة لجميع خلق اللَّه، وأنَّ نظام الإسلام وهديه يحقق الانسجام مع حركة الكون والتاريخ والحياة؛ لأنَّه صراط اللَّه المستقيم، ودينه الخاتم حتى يرث اللَّه الأرض ومن عليها، أمَّا مصطلح العالميَّة بوصف أنَّها: (مذهب معاصر يدعو إلى البحث عن الحقيقة الواحدة التي تكمن وراء المظاهر المتعددة في الخلافات المذهبية) (?) فإنَّه يتعارض -على إطلاقه- مع الإسلام من حيث كون الاختلاف من سنن اللَّه في المجتمع البشري لقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} [هود: 118]، فالصراع بين الحق والباطل، والخير والشر، والفضيلة والرذيلة، والجاهلية والإسلام؛ صراع قدري واقعي بأدلته النقلية والعقلية، بيد أنَّ الإسلام هو المنهج الوحيد الذي يحقق العالميَّة ليس من حيث قسر الخلق على السير في منهجه وإكراههم على الدين، ولكن من حيث ملاءَمتُه لطبيعة الخلق ووفاؤه بحاجاتهم فهو -كما سلف القول-: (هذا دواء لهذا المرض فإذا لم يستعمله لم يخرج عن أن يكون دواءً لذلك المرض) (?).
* * *