(الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال مَنْ شاء ما شاء) (?).
والسؤال الآن: هل يجهل (جولدزيهر) هذه الصفحات البيضاء، بل: هل بذل أتباع اليهودية أو النصرانية عشر معشار ما بذله علماء الحديث المسلمون في توثيق العهدين؛ القديم والجديد (?).
إنَّ الجواب على ذلك يأتي من خلال مقولة (وليم باركلي) فيما شاب الكتابات النصرانية من اضطراب، بسبب الحذف والإضافة ونحو ذلك، فهو يؤكد: (أن المتشابهات التي أثارتها التعاليم والإلحاقات التي أدخلت على الكتابات المسيحية بعد عيسى -عليه السلام- والتي حولت عيسى من شخصية بشرية إلى شخصية إلهية، ظلت كتابات وإلحاقات وتعاليم قابلة للتعديل بالحذف والزيادة حتى سنة (400) ميلادية، وهو تاريخ أول طبعة رسمية للعهد الجديد بالطبعة السريانية، المعروفة باسم (البيشيتو)، وظلت قانونية العهد الجديد مجال أخذ ورد، وحذف وإضافة، ولم تستقر على حالتها الراهنة إلَّا بعد قرار مجمع (ترنت) سنة 1546 م، فجاء هؤلاء العلماء ليجدوا أمامهم تراثًا هشًّا غير متناسق، ضعيفًا في إسناده التاريخي، وقابلًا بذاته للشك والتفنيد) (?).
2 - أمَّا ما قيل من أنَّ أصحاب المذاهب النظرية والعملية قد وضعوا أحاديث لتأييد مذاهبهم ونسبوها إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، فالواقع أنَّه (ظهرت حركة الوضع في الحديث، وهدّدت هذا الأصل الكبير من أصول