وفي موضع آخر قال: (المخالفة لهم في الهدي الظاهر مصلحة ومنفعة لعباد اللَّه المؤمنين، لما في مخالفتهم من المجانبة والمباينة، التي توجب المباعدة عن أعمال أهل الجحيم، وإنَّما يظهر بعض المصلحة في ذلك لمن تنور قلبه، حتى رأى ما اتصف به المغضوب عليهم والضالين من مرض القلب الذي ضرره أشد من ضرر أمراض الأبدان) (?).

ويرى ابن تيمية من خلال فقهه للنصوص الشرعية أن مخالفة اليهود والنصارى وغيرهم من الأمم الأخرى من أكبر مقاصد البعثة؛ لأنَّ المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين اللَّه على الدين كله، وهذا يستلزم مخالفتهم (?).

إذن هناك صلة وثيقة بين التميُّز والأمة الإسلامية حتى في معاني المخالفة والتباعد والانفراد والفرز والانعزال والتنحي وهو المحور الثاني المتقدم ذكره (?).

ومع أنَّ في الأمة الإسلامية من ينحرف عن هذه المعاني للتميُّز بمضاهاة اليهود أو النصارى أو المشركين فإنَّ مسار الأمة الصحيح مُنَزَّه عن ذلك، حيث أخبر -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنَّ أمته لا تُجْمَع على ضلالة، روى عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنه-: أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قال: "إنَّ اللَّه لا يجمع أمتي، أو قال أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- على ضلالة، ويد اللَّه مع الجماعة ومن شذَّ شذَّ إلى النار" (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015