مكتوبًا كلُّه عند الصحابة، قد لا يكون الأمر كذلك عندهم جميعًا، أو عند واحد منهم بعينه، ولكنه كذلك عند الجميع، وما ينقص الواحد منهم يكمله الآخر، ومن ثَمَّ فقد تضافروا جميعًا على نقله مكتوبًا، وإن تقاصر بعضهم عن كتابته كمل الآخر، وكان الكمال النقلي جماعيًّا وليس أحاديًّا) (?).

أمَّا ما كان لدى الصحابة من صحف كتبوا فيها بعض القرآن أو كلَّه فرُبَّما حدث الاختلاف في ترتيب السور، وكتابتها بتمامها، فيما هو مكتوب لديهم، لاعتبارات متنوعة؛ منها: اعتماد بعضهم في ترتيبه لصحفه أو مصحفه نزول القرآن الكريم على الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، كما هو الحال فيما يروي عن مصحف الإمام علي -رضي اللَّه عنه- (?)، أو تقديم سورة على سورة أخرى كتقديم سورة النساء على سورة آل عمران، كما هو الحال في مصحف عبد اللَّه بن مسعود، وأبي بن كعب (?)، ونحو ذلك.

ومنها: ما يحدث من النسخ لبعض الآيات، وتبقى مكتوبة عند بعض الصحابة لعدم علمه بالنسخ مثلًا كما حدث في كتابة آية الرجم، وما ذكر عمرو بن العاص عنها حين كتابة المصحف في عهد أبي بكر؛ من نسخها (?)، ومنها: كون ترتيب القرآن الكريم لم يكن موافقًا لترتيب نزوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015