يغلب الاعتقاد الوطني المعتقدات الدينية، وبمعنى أوضح هل تحل المثل العليا السياسية مكان الوحي والإلهام) (?).
وعلى هذا فإن الاستشراق نظر للقوميات، وأسهمت الدراسات الاستشراقية في إضعاف الأخوة الإسلامية وتمزيق الوحدة الإسلامية من خلال ذلك، وقد ذكر الأستاذ محمد المبارك بأن (الدول الأوروبية ولا سيما فرنسا وإنجلترا، وهما أقوى دول أوروبا يومئذ من جهة والمكونتان لإمبراطورية استعمارية ينضوي تحت حكمها شعوب إسلامية كثيرة، وجدت في هذا الجو بالذات مجالًا لإضعاف الربطة الإسلامية بين هذه الشعوب، بل لتهديمها وإزالتها نهائيًا عن طريق إثارة العصبيات القومية واتخاذ القومية أساسًا لإقامة المجتمع. فان هذا التفريق وإزالة صعيد الالتقاء المشترك بين الشعوب الإسلامية من مصلحتها، وقد ثبت أن فرنسا وإنجلترا دفعتا أمريكا في ذلك في أواخر العهد العثماني، وليرجع من يريد الأدلة المؤيدة لذلك إلى كتاب جورج أنطونيوس (يقظة العرب) وإلى كتاب (تركيا الفتاة) من تأليف رامزر Ramsaur (?) .