استمرارها وسلامتها الأمر بالصبر والحث عليه لأهميته في حياة الأمة كركيزة من ركائز المجتمع الإسلامي السليم، وتتسع دائرة الصبر في الإسلام على مستوى الفرد والأمة ليشمل أنواعًا عديدة منها، الصبر على طاعة اللَّه، والصبر عن معاصيه والصبر على البلايا والمصائب والشدائد، أي الصبر في البأساء والضراء (?)، كما قال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ} (?) [البقرة: 177]، وقال بعض المفسرين: (في البأساء: الفقر، والضراء: المرض، وحين البأساء: القتال) (?).

وفي قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، ما يدل على المصاعب التي قد تواجه المجتمع الإسلامي ابتلاءً من اللَّه، وأن الصبر فضيلة ينبغي على المسلم وعلى الأمة الإسلامية التذرع بها لمواجهة تلك المصاعب والأعباء وبالصبر يتحقق لها الفلاح والنجاح، حيث جاءت البشارة للصابرين في نهاية الآية في آيات أخرى كثيرة كقوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5 - 6].

ومما تفرد به الإسلام وتميزت به الأمة الإسلامية أن الصبر مأمور به بصفة مستمرة ومؤكدة كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200] فالمصابرة كما ذكر المفسرون: (انتقال من الأدنى إلى الأعلى، فالصبر دون المصابرة) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015