بينهم، فيعطف كبيرهم على صغيرهم، ويوقر صغيرهم كبيرهم، يواسي غنيهم فقيرهم، ويعين قويهم ضعيفهم، ويرشد عالمهم جاهلهم، ويهدي حكيمهم سفيههم، ويرى المحكوم رحمة الحاكم به، كما يرى الأبناء رحمة الآباء، والتلاميذ رحمة المعلمين، والمرضى رحمة الأطباء، أولئك هم الذين يرحمهم اللَّه، ويعطف عليهم، ويسعدهم بحسن لقائه، وينجيهم من فتنة الحياة والممات "الراحمون يرحمهم الرحمن" (?)، وكما أوجب اللَّه على الإنسان أن يرحم أخاه الإنسان أوجب عليه أن يرحم الحيوان (?)، فالرحمة تشمل في قلب المؤمن سائر خلق اللَّه من حيوان وطير ونحوها إلا الفواسق (?).
وقد وردت أقوال كثيرة للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى جانب ما ورد في القرآن الكريم كلها تحث على الرحمة، وتبين أهميتها، وأنها من أجل نعم اللَّه،