الذي ليس بتولٍّ للمشركين، فلم ينهكم اللَّه عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم، من الآدميين وغيرهم) (?).
ثانيًا: ومما انتهجه الإسلام في تحقيق الأخوة وبناء وحدة الأمة ما أوجبه على عباده من عبادات يؤدونها في جماعة، وأخلاق يتعاملون بها في علاقاتهم الخاصة والعامة، ومقتضيات تفضي إليها الأخوة من التناصر، والتراحم، والتعاون والمناصحة.
أما العبادات فإن الإسلام حث على صلاة الجماعة، وفيها يلتقي المؤمنون المجاورون لكل مسجد في مسجدهم خمس مرات لأداء الفروض الخمسة من الفجر إلى العشاء، ويجمعهم لقاء أكبر يتم في كل أسبوع مرة لأداء صلاة الجمعة والاستماع لخطبتيها، ثم يجتمعون في عيد الفطر وفي عيد الأضحى، ويجتمعون لصلاة الاستسقاء وصلاة الخسوف وصلاة الكسوف ونحو ذلك.
وفي هذه اللقاءات التي تتكرر يوميًا وأسبوعيًا وفي العيدين ونحوها مما أشير إليه تتجلى الأخوة ووحدة الأمة في أسمى معانيها، حيث تتضح الغاية من تلك الاجتماعات وهي عبادة اللَّه والخضوع له والتذلل بين يديه يلتقي من أجلها المؤمنون في بيت من بيوت اللَّه يتقدمهم إمام يأتمون به، رمزًا لوحدة لغاية ووحدة الهدف، ويصطفون من خلفه في نسق ونظام متجهين لرب واحد، وقبلة واحدة، وعلى منهج واحد (?)، اتباعًا لنبيهم