ولا يوجد بينهما توافق (في المنابع والغايات، أو تشابه في الحقوق والواجبات، أو تقارب في المبادئ والعقوبات) (?).
وقبل هذا وبعده فإنَّ هناك فرقًا جوهريًّا بينهما (حيث بدأ القانون عادات. . ونما وازدهر عن طريق الدعوى والإجراءات الشكلية. . أما الشريعة فقد بدأت كتابًا منزلًا من عند اللَّه، وازدهر فقهها عن طريق القياس والأحكام الموضوعية) (?).
وفرق جوهري آخر؛ (هو أن أساس الفقه يبنى على عقيدة التوحيد، بينما القانون الرومي يبنى على الإيمان بتعدد الآلهة، ومن هذا الأصل تتشعب الاختلافات وتتفرع في كثير من المسائل بين النظامين) (?).
وصل تحامل بعض المستشرقين على تميُّز الأمة الإسلامية إلى الادعاء بأن (اليهودية أثرت في الإسلام كله، عقائده وعباداته ومعاملاته) (?)، والمقصود هنا هو الرد على دعوى تأثر الشريعة الإسلامية وفقهها بالتلمود ممثلة في أقوال (فون كريمر) و (كارل بروكلمان) و (بوسكة) و (لامنس)