الثالث: الأعراف الجاهليَّة في المجتمع العربي، لم يكن العرب أسعد حالًا قبل الإسلام من غيرهم، ولم يكن لهم نظام جامع ولا وحدة تضم شتات قبائلهم، وإن كانت القبيلة تخضع لكبيرٍ منها يفصل في النزاع الناشب بين أفرادها ونحو ذلك، وكان لهم جملة من الصفات الحميدة ومكارم الأخلاق، ولكن كانت العلاقات بين الناس يسودها الظلم (?) والجهل والتفكك والثارات القبلية، والتبعيَّة للأمم الأخرى المجاورة لهم من فرس وروم، وكانت عصبيَّة الجاهليَّة تسيطر على المشاعر والمواقف، يقول الشاعر العربي:

ومن لم يذُدْ عن حوضه بسلاحه ... يُهَدَّمْ ومن لا يظلم الناس يُظْلَمِ (?)

ويقول الآخر:

وهل أنا إلا من غزَيَّةَ إن غوت ... غويت، وإن تَرْشُدْ غزيَّةُ أرْشُدِ (?)

ولما جاء الإسلام نهض العرب برسالة الإسلام فأصبحوا قادة العالم وأعلام الهداية، وجنود الحق والتوحيد، في ظل شريعة الإسلام الخالدة التي قام عليها تميُّز الأمة الإسلامية (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015