وللمرء أن يتساءل أيضًا أين التوحيد في هذا التراث اليهودي النصراني، وصدق اللَّه القائل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 30 - 31].

ب- أمَّا قولهم بأن عقيدة الإسلام تأثرت بالوثنية فإن هذا القول مجاف لحقيقتها وما هو إلَّا نتيجة ما يسمى الإسقاط النفسي أو على حد المثل العربي (رمتني بدائها وانسلت) (?)، ولئن تسربت الوثنية إلى اليهودية وإلى النصرانية كما سبق ذكره؛ فإنَّ الإسلام ما جاء إلَّا لمحارتجها والقضاء عليها ونشر عقيدة التوحيد الخالص للَّه جل وعلا؛ رُوِيَ عن ابن عمر -رضي اللَّه عنه-؛ أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلَّا اللَّه وأن محمدًا رسول اللَّه ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءَهم وأموالهم إلَّا بحق الإسلام وحسابهم على اللَّه" (?).

وإذا كان بعض المستشرقين يربط بين شعائر الحج والعمرة في الإسلام وبين الوثنية، ويزعم بأن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أبقى على بعض شعائر الوثنية، وبخاصة تقبيل الحجر الأسود، فإنَّ الرد على ذلك من وجوه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015