توافر عددٌ من المستشرقين على دراسة العقيدة الإسلاميَّة من خلال دراسة القرآن الكريم والسنّة النبوية والسيرة والتاريخ الإسلامي، وزعموا (عدم أصالة الإسلام واعتماده على الأديان السابقة) (?)، وأصبحت هذه النتيجة كما قال أحد المستشرقين: (موضة) بين عموم المستشرقين) (?)، ولكي يصلوا إلى هذه النتيجة قاموا بتجزئة أمور العقيدة الإسلاميَّة إلى أجزاء متناثرة، وحاولوا إرجاعها إلى مصادر أخرى في الأديان السابقة، ولاشك أنّ هذا المسلك محاولة لنفي تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، وذلك بزعم نسبة عقيدتها إلى أخلاطٍ من اليهودية والنصرانية والوثنية، ويتناول البحث هنا الأمور الآتية:
1 - صورة العقيدة الإسلاميَّة في العصور الوسطى عند الغرب.
2 - نماذج من آراء المستشرقين في زعمهم تأثر العقيدة الإسلاميَّة بالديانتين اليهودية والنصرانية، وتأثرها كذلك بالوثنية.
3 - مناقشة تلك الآراء والرد عليها.
برزت هذه الصورة لدى الغربيين في العصور الوسطى من خلال اللاهوت الذي فرضته الكنيسة على النصارى بما كان لديها من سلطة قاهرة مدعمة بالسلطة الزمنية آنذاك، وسبق مِمَّا دَلَّ عليه تاريخ الاستشراق أن