أخرى تكفل المحافظة على الفرد نفسه داخل كيان الأُمَّة الإسلاميَّة، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]، قال بعض المفسرين: (والإلقاء باليد إلى التهلكة يرجع إلى أمرين: لترك ما أمر اللَّه به العبد، إذا كان تركه موجبًا أو مقاربًا لهلاك البدن أو الروح، وفعل ما هو سبب موصل إلى تلف النفس أو الروح، فيدخل تحت ذلك أمور كثيرة. . . ومن ذلك تغرير الإنسان بنفسه في مقاتلة، أو سفر مخوف، أو محل مسبعة (أرض يكثر فيها السباع) أو حيَّات، أو يصعد شجرًا، أو بنيانًا خطرًا، أو يدخل تحت شيء فيه خطر ونحو ذلك) (?).

وينطبق ذلك على الأُمَّة الإسلاميَّة حيث جاء الأمر في الآية بصيغة الجمع.

وبهذه الخصوصية يتضح أن العقيدة الإسلامية ليست (موجة عاطفة تهز القلوب وتثير المشاعر فحسب، بل هي قوة عقليَّة ووجدانية معًا) (?) تُسَلِّمُ قيادها للَّه رب العالمين في جميع ما تأتي وتذر، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162 - 163].

ويطول البحث في الإحاطة بخصائص العقيدة الإسلاميَّة، وحسب الباحث أن تناول منها ما يبرز تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة في الجوانب العقدية المتصلة به (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015