عقله وفهمه بخلاف الزنادقة والمكذبين بالأمور الغيبيَّة؛ لأنَّ عقولهم القاصرة المقصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ففسدت عقولهم، ومرجت أحلامهم، وزكت عقول المؤمنين المصدقين المهتدين بهدي اللَّه) (?).
ويندرج تحت الإيمان بالغيب الإيمان بالملائكة والرسل والكتب السماويَّة واليوم الآخر، وبالقضاء والقدر و (بجمع ما أخبر اللَّه به من الغيوب الماضية والمستقبلة، وأحوال الآخرة (وأهوالها ومشاهدها) وحقائق أوصاف اللَّه وكيفيتها، وما أخبرت به الرسل من ذلك، فيؤمنون بصفات اللَّه ووجودها، ويتيقنونها، وإن لم يفهموا كيفيتها (?)، قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177]، وقال تعالى: {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: 285].
وفي حديث جبريل عليه السلام، قال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في جوابه عن الإيمان: "أن تؤمن باللَّه وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث" (?)، وعن علي -رضي اللَّه عنه- قال: (كنا جلوسًا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعه عود ينكت في الأرض، وقال: "ما منكم من أحدٍ إلَّا قد كتب مقعده من النَّار أو من الجَنَّة" فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول اللَّه؟ قال: "لا، اعملوا فكل ميسر" ثُمَّ قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} [الليل: 5] (?).