العقيدة

تمهيد

إنَّ العقيدة الإسلاميَّة هي المقوم الأساس لتميز الأُمَّة الإسلاميَّة، ومرتكزها الأول فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها، قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].

والعقيدة الإسلاميَّة من جانب آخر متناسقة مع سنن اللَّه في الكون والحياة والنفس الإنسانية في تجريد التوحيد للَّه، والإنابة له، والتوكل عليه. ثُمَّ إنَّها سهلة المأخذ واضحة بينة بيضاء نقية، لا غموض فيها، ولا لبس ولا تعقيد، تعرض قضايا الوجود، وحقائق الحياة والموت والبعث والنشور والجزاء والحساب، والجَنَّة والنار، والصراط، وغير ذلك من مشمولات عالم الغيب وعالم الشهادة، بأسلوب حي مؤثر يعمق الإيمان باللَّه في نفس الإنسان، (ويحمله على الطَّاعة والالتزام، فيكون لهذا الإيمان أثره في نفس الفرد، وفي استقامة سلوكه، وفي الجماعة ونظام حياتها. . .) (?)، فيتحقق بذلك تميُّز الأُمَّة بهذه العقيدة الفذَّة الأصيلة دون غيرها من الأمم التي داخلت عقائدها الشكوك، والأهواء، والغموض والشركيات، وغير ذلك من التعقيدات والتناقضات الغريبة التي أشغلت تلك الأمم (بمباحث جدلية كثيرة حول حقيقة الإيمان وأجزائه. . .) (?)، وحول قضايا الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وقضايا الكون والوجود.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015