- في الآية الأولى: نصَّ تعالى على تميُّز الأمة الإسلامية في الدنيا، وفي الآية الأخرى نص جَلَّ وعلا على تميزها في الآخرة -كما ذكر المفسرون- وتكاد هاتان الآيتان أن تكونا النص الصريح على تميُّز الأمة الإسلامية في القرآن الكريم وفيما عداهما جاء التميز ضمنًا (?)، أو بدلالة الاستلزام (?).

ومما جاء في تفسير ابن قيم الجوزية للآية الأولى قوله: (هذه الآية من كنوز القرآن، نبه فيها على حكمته تعالى المقتضية تمييز الخبيث من الطيب، وأن ذلك التمييز لا يقع إلَّا برسله، فاجتبى منهم من شاء وأرسله إلى عباده، فيتميز برسالتهم الخبيث من الطيب، والولي من العدو، ومن يصلح لمجاورته وقربه وكرامته ممن لا يصلح إلَّا للوقود، وفي هذا تنبيه على الحكمة في إرسال الرسل، وأنَّهُ لا بد منه. . . فتأمل هذا الموضع حق التأمل، وأعطه حظه من التفكير، فلو لم يكن هذا الكتاب سواه لكان من أجل ما يستفاد) (?).

وقال السدي وابن كثير: (يخرج المؤمن من الكافر) (?)، وقال ابن عباس: (يميز أهل السعادة من أهل الشقاوة) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015