التميز وأهميته وبخاصة فيما يتعلق بأهل الذمة، ومما يوضح ذلك شروطه مع أهل الذمة (?) فإنه لم يكتف فيها (بأصل التمييز) بل بالتميز في عامة الهدي على تفاصيل معروفة في هذا الموضع) (?).
- وسار الخليفة الراشد عثمان -رضي اللَّه عنه- ومن بعده الخليفة الراشد علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- على ما شرطه عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- على أهل الذمة، ووافقه عليه المؤمنون (?) (وسار العلماء بعدهم، ومن وفقه اللَّه تعالى من ولاة الأمور على منعهم من أن يظهروا في دار الإسلام شيئًا مما يختصون به، مبالغة في أن لا يظهروا في دار الإسلام خصائص المشركين) (?).
وخلاصة القول في ذلك: إن منزلة تميُّز الأمة الإسلاميَّةِ محل إجماع المسلمين، مما يحدد هذه المنزلة إجماعهم على النهي عن التشبه بغير المسلمين، ولزوم مخالفتهم (في الجملة، وإن كانوا قد يختلفون في بعض الفروع، إما لاعتقاد بعضهم أنه ليس من هدي الكفار، أو لاعتقاده أن فيه دليلًا راجحًا، أو لغير ذلك، كما أنهم مجمعون على أتباع الكتاب والسنة، وإن كان قد يخالف بعضهم شيئًا من ذلك لنوع تأويل، واللَّه سبحانه أعلم) (?).
* * *