أ - حادثة تحويل القبلة، قال اللَّه تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} [البقرة: 150]، نقل ابن كثير في تفسيرها عن كثير من السلف قولهم: (معناه لِئَلا يحتج اليهود عليكم بالموافقة في القبلة، فيقولون: قد وافقونا في قبلتنا، فيوشك أن يوافقونا في ديننا، فقطع اللَّه بمخالفتهم في القبلة هذه الحجَّة) (?).
ب- ما حدث من بعض الصحابة من منازعة في القدر، ونهي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، وأنه كان سبب هلاك الأمم السابقة، وفي هذا نهي عن التشبه بغير المسلمين في الخوض في المسائل التي تحدث الخلاف وتضرب بعض الدين ببعضه الآخر وتكون سببًا لهلاك الأُمَّة، فَقدْ (خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذات يوم، والناس يتكلمون في القدر. . . فقال لهم: "ما لكم تضربون كتاب اللَّه بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم") (?).
ج- حادثة السدرة التي كان المشركون يعكفون عليها، وينوطون بها أسلحتهم، وعندما مَرَّ المسلمون بها في خروجهم مع الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى حنين، طلبوا من الرسول أن يجعل لهم ذات أَنواط، فغضب الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وكبَّر اللَّه ولام المسلمين على ذلك، وَذكر لهم أنهم ساروا بطلبهم هذا على سنن أهل الكتاب من قبلهم، حيث قال اليهود لموسى -عليه السلام- بعد أن أنجاهم اللَّه من فرعون، وأغرقه في اليم وجنده، ومروا على قوم يعبدون