وعلى أساس من هذه الأُخُوَّة تحققت وحدة الأُمَّة الإسلاميَّة على أوسع نطاق، وكانت بما تفردت به من ارتكازها على التقوى ميزانًا للكرامة، والتفاضل، والتنافس، ونمو البر والإحسان, وشيوع العفو والتسامح؛ والوحدة النموذجيَّة الراسخة، التي أقامت صروح الحق والعدل في أرجاء المعمورة، كما تشهد بذلك حضارتها الزاهرة.
• الربانية: فمصدر التميُّز كتاب اللَّه -عز وجل- وسنة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهو {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة: 138].
• العالَمِيَّة: التي تقتضيها ربانيَّة الإسلام من حيث هو خطاب لكافة البشر، ومنهج شامل مستجيب لحاجاتهم في إطار عالمي لجميع الناس الذين ارتضوا الإسلام دينًا، وانضموا تحت لوائه، دون قيد بزمان أو مكان.
• الوسطيَّة: التي هي سمة الأُمَّة الإسلاميَّة، ودليل تحققها بالحق والخير {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
• الإيجابيَّة الخيِّرة: ومظهرها السبق إلى الخير والصلاح والإصلاح، والمسارعة إلى الحق والعدل والبر والإحسان وكل عمل صالح يراد به وجه اللَّه -عز وجل- فهو سبق مبرأ مِمَّا يضر بالآخرين، أو بالكون، بل ينجسم مع سنن اللَّه في الكون والأنفس والحياة.
هـ - أهداف تَمَيُّز الأمَّة الإسلاميَّة المتمثلة في تحقيق العبوديَّة للَّه، التي هي الغاية من خلق الثقلين، وجعلها خالصة للَّه رب العالمين، وفقًا لما شرع، واقتداء برسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-.
ويهدف كذلك لتحقيق الاستخلاف بإقامة دين اللَّه في الأرض، بالدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإيمان باللَّه، ولا يتأتى