تتضمن هذه الخاتمة خلاصة لأهم ما في هذه الرسالة من موضوعات فكريَّة، ونتائج، وتوصيات؛ مِمَّا خلص إليه البحث في تَمَيُّز الأُمَّة الإسلاميَّة والدراسة النقديَّة لموقف المستشرقين منه، وذلك على النحو الآتي:
أولًا: اشتمال مفهوم يتميز الأُمَّة الإسلاميَّة على ما اختصت به من دون سائر الأُمم، وتحقق هذا المفهوم بمدلوله العلمي فيها، وبمعطياته المتنوعة، على نحوٍ متفرد من حيث وحدة المصدر والاتجاه، وشمول الرؤية، وكمال النظم بحيث صبغها بصبغته، وميَّزها بطابعه، فكانت أُمَّةً وسطًا.
ثانيًا: ارتكاز تَمَيُّز الأُمَّة الإسلاميَّة على القرآن الكريم والسنة المطهرة، على ضوءِ فهم السلف الصالح لهما، وتحقيق ذلك في حياة الأُمَّة عبر عصورها.
ثالثًا: استفاضة الأدلة على منزلة التميُّز وضرورته، وأنَّه من سنن اللَّه -عز وجل- مِمَّا يؤكد أنَّ تَمَيُّز هذه الأمَّة قدرًا إلهيًّا، واختيارًا ربانيًّا، وتكريمًا من العليم الخبير، ويبين عظم المسؤولية في تحقيقه.
رابعًا: أنَّ ضرورة التميُّز أساس في إبراز ذاتيَّة الأُمَّة، وإظهار سمتها وسماتها, ولا سيما مع تقدم الزمان، وتقدم وسائل الاتصال، وتداخل الثقافات، وتلاقي الأمم بمناهجها المختلفة، وثقافاتها المتنوعة، وسيرورة