ضعفنا ووجوده نفسه مشروط بعجز العالم الإسلامي عن معرفة ذاته، فالاستشراق في حد ذاته دليل وصاية فكرية، ويوم يعي العالم الإسلامي ذاته وينهض من عجزه. . . سيجد الاستشراق نفسه في أزمة وخاصة الاستشراق المشتغل بالإِسلام، ويومها لن يجد الجمهور الذي يخاطبه لا في أوروبا ولا في العالم الإسلامي) (?).

رابعًا: إذا كان ما قام به الاستشراق في القديم وما يقوم به في الحاضر يعدُّ جزءًا مهمًّا في الصراع الفكري ضد وجود الأُمَّة الإسلاميَّة وتميزها؛ (لما يسهم به في صياغة التصورات الغربية عن العالَم الإسلامي، معبرًا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما) (?)، فإن هذا الصراع الفكري المرير ضد الأُمَّة الإسلاميَّة والمعركة التي فرضت عليها يُعَدّ أشد وطأة، وأقوى أثرًا، وأعظم فتكًا من أيِّ معركة حربية مهما كان حجمها؛ لأن هذه المعركة معركة أفكار (?) حول إثبات الذات وتميزها.

ويتساءل بعض الباحثين: (هل نحن حريصون حقًّا على الحفاظ على هويتنا وعقائدنا وتراثنا واستقلالية شخصيتنا الإسلاميَّة أم لا؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب فنحن إذًا أصحاب قضية مصيرية من أجل إثبات الذات. . . قضية صراع حضاري مرير، والاستشراق طرف في هذه القضية) (?).

والحربُ على الإسلام وأمته في هذا المجال حربٌ عقديَّة فكرية لها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015