وقد عكف تشارلس رايت1 على دراسة الآثار السلبية والإيجابية للصحافة وغيرها من وسائل الإعلام. يقول رايت إن لكل وظيفة من وظائف الصحافة آثارا إيجابية وأخرى سلبية. ويضرب لذلك مثلا، ذلك التصريح الأمريكي الذي أدلى به الرئيس الراحل كنيدي إلى أمته في أكتوبر سنة 1962 حول حصار كوبا، فقد استقبل أغلب الأمريكيين هذا التصريح استقبالا طيبا، غير أن البعض منهم أحس بالخوف من أن يؤدي هذا الموقف إلى حرب ذرية، أما تأثير هذا التصريح على القراء السوفييت كما أطلقوا عليه في برافدا وازفستيا فقد كان سلبيا للغاية لأنه ينطوي على الإهانة والتحرش.

ويتساءل رايت عن الآثار الإيجابية والسلبية لوظائف الفن الصحفي التي يجملها في أربع وظائف رئيسية هي: الأخبار ونشر المعلومات حول البيئة المحيطة بالفرد أو المجتمع الذي يعيش فيه، ثم وظيفة الإرشاد والتفسير والتوجيه التي تقوم بها المقالات والافتتاحيات وغيرها، وكذلك وظيفة نقل التراث الثقافي والتنشئة الاجتماعية، وأخيرا وظيفة الإمتاع أو التسلية أو الترفيه. وهكذا يتفق رايت مع لاسويل2 في أن وظيفة الصحافة -كوسيلة إعلام- تتصل بمراقبة البيئة وجمع أخبارها، والربط بين أجزاء المجتمع لخلق الاتفاق العام أو الرأي العام، وكذلك نقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل، ويضاف الترفيه أيضا إلى هذه الوظائف الثلاث.

ولا شك أن خصائص الصحافة التي سبقت الإشارة إليها كالدورية والتكرار والاستمرار والانتظام والعلنية وسعة الانتشار، تجعل آثارها الوظيفية قابلة للدراسة المنهجية العلمية. وقد تصدى رايت لمهمة التحليل الوظيفي لبيان آثار الصحافة على الفرد والجماعة الفرعية والنظام الاجتماعي والنظام الثقافي بوجه عام.

فهو يتساءل عن الآثار الإيجابية والنتائج السلبية الظاهرة والكامنة للصحافة وغيرها من وسائل الإعلام في قيامها بوظائفها من الأخبار إلى التفسير إلى الترفيه إلى التثقيف وذلك بالنسبة للفرد والجماعة الفرعية والمجتمع والثقافة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015