وهو كيف يكون التكرار مفيدا دون أن يكون مملا. ويعتبر الحشو اللفظي، والأطناب الذي لا داعي له، ثرثرة مملة. ويضرب ممثلا لهذه العبارة بتكرارها العقيم "البرميل الخالي الذي لا يوجد شيء بداخله".

التبسيط -إذن- والسلاسة والوضوح، والاقتراب الشديد من لغة الحديث الواقعي الحي المثقف، دون إسفاف أو هبوط إلى العامية، واستخدام اللغة العملية التي تعبر عن الحياة والحركة والعمل والإنجاز هي اللغة الصحفية المؤثرة حقا.

ومن الطريف أن هذه اللغة الحية هي نفس اللغة التي اقتربت من الأدب عند الجاحظ، وعند شكسبير نفسه، وكثيرا ما كان حاسدو شكسبير يرمونه بالسوقية؛ لأنهم عاجزون عن اصطناع أسلوبه الرائع، السهل الممتنع، القوي العبر، المتدفق في حيوية وإيقاع، والمليء بالتشبيهات والاستعارات والمجازات التي تزيد النص جلاء ووضوحا وبهاء وإشراقا.

وقد كانت عظمة عصر النهضة أو عصر الإحياء كامنة في إحياء لغة الشعب وتطويرها وتقريبها من لغة الأدب، والارتفاع بها لكي تعبر عن العلم والفن والثقافة جميعا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015