قارئ الصحيفة وقارئ الكتاب:

إن هدف الأدب جمالي في حد ذاته، فإن أولئك الذين يكتبون القصة أو الرواية أو المسرحية أو الشعر أو النثر، إنما يخلقون آفاقا جديدة وشخصيات افتراضية بأسلوب يمس حاسة الجمال لدى القراء. أما الصحفيون فلا يمكنهم أن يفعلوا بعض هذه الأشياء، فإنهم -على سبيل المثال- لا يصورون ما يعتبر هروبا من الواقع في حقبة سحيقة أو وهمية. وهناك معيار مؤكد يحكم اختيار موضوعاتهم، فيجب عليهم أن يكتبوا حول ما هو في متناول اليد في ذات الزمان والمكان، ومدى ما يمكن عمله في هذا المجال، مشروطا -بالطبع- بأهمية النتيجة التي تعطيها الفكرة أو الحادث أو الموقف وبسياسة مؤسساتهم الصحفية، وهذا ما عبر عنه الدكتور كامبل بقوله: "إنهم بشبهون العلماء الذين يعملون في معمل، لكن معملهم هو العالم كله، وتجربتهم هي الحياة ذاتها"1.

إن لغة الفن الصحفي لا تهدف إلى مناشدة حاسة الجمال لدى القراء، بل على العكس من ذلك، تتضمن اتصالا ناجحا أساسه الوضوح والسهولة. وقد قال "هربرت سبنسر"2 ذات مرة: "إن لدى القارئ أو المستمع في أي لحظة من اللحظات طاقة ذهنية محدودة يمكن استغلالها لتعرف وتفسير الرموز المعروضة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015