وقد يوصف الصحفي الناجح على سبيل المثال بأنه كمبيوبر، والبرمجة هنا تكمن في دخيلة الشخص نفسه وتتكون نتيجة الخبرات والمعارف، فهو يستقبل المعطيات ويقوم بمعالجتها وتشغيلها فرزا واختيارا ومقارنة وتحليلا وتنظيما ثم تصدر عنه المخرجات في شكل جديد وفق البرامج المحددة له.
ومن المعروف أن العقل البشري يستطيع أن يختزن 10 مليون معلومة في مخ لا يزيد وزنه عن كيلوجرام وربع، في حين أن العقل الإلكتروني يستطيع أن يخزن 16 مليون معلومة ويتم ذلك في حيز يصل إلى مائة ضعف وقد وزن وقت المخ البشري، ولكن التطورات العصرية والاكتشافات الجديدة ولا سيما في مجال الترانزستور قد جعلت الكمبيوتر صغير الحجم إلى درجة مذهلة.
فالكمبيوتر الذي كان يعمل بالصمامات الكهربية التقليدية كان يشغل مساحة لا تقل عن 200 متر مربع، أما الآن فإن هذا الكمبيوتر في شكله الحديث لا يشغل مساحة أكبر من حجم رأس الدبوس.
وقد رأينا في الصفحات الماضية أن الصحافة أخذت تستوعب منذ نشأتها كافة المبتكرات التكنولوجية لتحقيق أهدافها مثل الآلة الكاتبة والهاتف والبرق والراديو وآلات الجمع السطرية وآلات الجمع الحرفية على اختلاف أنواعها والمطابع السريعة الحديثة.