ولا شك أن التلازم المكاني والزماني بين الصور والألفاظ في التليفزيون هو الذي يؤدي إلى التصوير الواقعي الحي للأحداث، أما في الصحافة فلا يكون التلازم إلا في المكان فقط، أي في الحيز الذي يشغله الخبر والصورة مثلا. وهكذا يمكننا فهم صعوبة الصحافة إذا ما قورنت بالتليفزيون. ولكي ينجح المخرج الصحفي في هذا التعبير الشاق، ينبغي عليه أن يستغل التأثير الثالث أو العامل السيني الذي ينتج من تفاعل اللفظ والصورة. ففي هذه الحالة يمكن الاستفادة من القارئ نفسه وبما هو مختزن في ذاكرته ومخيلته ليكمل ما يعرض عليه من أخبار وصور. فإذا عرضنا على القارئ مجموعة من الصور مرتبة ترتيبا معينا أمكنه أن يفهم شيئا عن الحادث المراد تصويره، ولكننا إذا أضفنا إلى الصور شرحا لفظيا، فإن تصور القارئ للحادث يكون أنضج وأخصب؛ لأن الصور والألفاظ حين تتضافر لإثارة مخيلة القارئ وذاكرته تستطيع أن تستغل هذا التأثير الثالث أو العامل السيني الناتج من التزاوج الفني بين اللفظ والصورة، وهذا هو جوهر الفن الصحفي المصور الذي يتعاون فيه المندوب والمحرر والمصور والمخرج جميعا لتصوير الوقائع والحقائق تصويرا محكما متقنا مستساغا للجميع.