عدم المبالاة والتنكر للقيم والسخرية من المثاليات والتهكم بالمبادئ والدعوة إلى المتعة، كما ظهرت المدارس الفنية الحديثة كالمستقبلية والتكعيبية والدادية والسيريالية وغيرها من المدارس التي بعدت عن الطبيعة ونأت عن الواقع، مما أتاح للمصور الفوتوغرافي فرص التشبت بالطبيعة وترجمة الواقع والتعلق بالموضوعية ونقل الصور الواقعية التي هجرها الفنانون.

وهكذا نستطيع القول أن أعراض الفنانين عن الطبيعة والواقع قد ترك فراغا في عالم الفن، كان لا بد للمصورين الفوتوغرافيين أن يقوموا بملئه. فلم يكن غريبا، إذن، أن نرى معظم صور هذه الفترة تسجل الطبيعة بأشجارها وسحبها ومياهها وقد سبحت فوقها السفن، كما انتشرت صور الأطفال والحيوانات وغيرها. وفي هذه الحقبة نفسها اشتهر المصور الفرد إيزنشتات1 بصوره الرائعة التي سجلت موضوعات طبيعية بأسلوب جمالي يحاكي نفس الأسلوب الذي هجره الفنانون المحدثون إلى التجريد والسيريالية، ثم شهدت سنة 1925 مولد آلتين هامتين كان لهما أبعد الأثر في تطور التصوير وهما أرموناكس وليكا2، وقد كانت الأولى تتطلب استعمال الألواح الحساسة التي تركب على حامل معدني "شاسيه" داخل الحجرة المظلمة فلم تصلح للعمل الصحفي، في حين أن الآلة الأخرى التي اخترعها أوسكار بارناك قد فتحت لفن التصوير الصحفي آفاقا جديدة وأتاحت له فرصا ذهبية.

وقد اشتهر في عالم ما بين الحربين عدد كبير من المصورين الذين يعتبرون الرواد الأوائل لفن التصوير الصحفي، ومن هؤلاء المصور بول ولف3 الذي التقط خمسة آلاف صورة في الفترة بين سنة 1925 وسنة 1943 وألف كتابا أسماه "سنواتي العشر مع آلة التصوير لايكا". ومن الرواد الأوائل أيضا الفرد إيزنشتات الذي عمل في مجلة درفلت شيجل4 وفي صحيفة تاجي بلات5. أما إيزيش سالومون6 فهو صاحب الفضل الأكبر في تطور فن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015