وتحتل الصور والخرائط أماكن كبيرة بارزة في معظم صفحات الجرائد، وتخصص صفحات بعينها للصور الإخبارية.
وقد تأثر الإخراج الصحفي بالحرب العالمية الثانية، عندما نقص الورق وتوقف استيراد الحروف والآلات، وقلت الإعلانات، فتغيرت أساليب العرض، واختصرت الأبواب المختلفة، وألغيت التحقيقات المطولة. ومع ذلك فقد بذلت الصحف جهدا مشكورا للاحتفاظ بالمستوى الأخباري للصحافة، وأصبح من الضروري زيادة عدد السطور في الأعمدة، والإيجاز في تدوين الأخبار، وتلخيص البيانات والخطب تلخيصا وافيا لا يخل بمضمونها، واستلزم الأمر أيضا أن تتمسك الصحف بالبنط الصغير وهو البنط 9.
وقد كانت هذه الحقبة الصعبة ذات أثر بالغ في توجيه الفن الصحفي تحريرا وإخراجا وجهة جديدية، فأصبح الإيجاز والسرعة التي تعكس إيقاع الحياة الحديثة من أهم معالم الأسلوب الصحفي. وحتى بعد انتعاش الصحافة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ظلت الموضوعات القصيرة، والأسلوب التلغرافي، والتعبير بالرسم والصورة والخريطة، هو جوهر الفن الصحفي الجديد حتى بعد أن بلغت صفحات الجريدة اليومية 92 صفحة في فبراير سنة 1949.
أما الإعلانات -وهي مصدر الإيرادات الأول للصحيفة- فإنها توزع على الصفحات توزيعا دقيقا وفقا لسياسة الصحيفة الإخراجية. فقد تلامس الإعلانات جوانب من مواد التحرير؛ لأن الإعلانات تستمد قيمتها من الإطار التحريري للمواد الصحفية، أو أنها قد تنشر في صفحات مستقلة، مما ييسر طبع نسخ من هذه الإعلانات وتوزيعها بمفردها. وتنتهج بعض الصحف سياسة إخراجية خاصة تقضي بنشر إعلانات الرياضة في صفحة الرياضة، وإعلانات السينما في صفحة الفن، وإعلانات الأزياء في صفحة المرأة، وهكذا تنشر الإعلانات في الصفحات المتصلة بموضوعاتها. وقد كان ذلك ميسرا في وقت الرخاء عندما كانت الجريدة تحتوي على ست عشرة أو عشرين صفحة، وحين كانت الأركان المختلفة والأبواب تنشر كل يوم. أما في ظروف التقشف الاقتصادي فلا تظهر