الأولى، وخاصة تلك الصحف النصفية الشعبية المثيرة كصحيفة "بلت" الألمانية وصحيفة "ديلي ميرور" الإنجليزية وصحيفة "ديلي نيوز" الأمريكية، وهي صحف توزع بالملايين. ولكن صحفا أخرى تفضل أن تنشر في هذه الصفحة أهم الأخبار ذات المغزى والتي تترتب علهيا نتائج خطيرة كأنباء السياسة الدولية والتطورات الاقتصادية والاختراعات العلمية والأخبار الداخلية الهامة وما شاكل ذلك.

ويراعي المخرج الصحفي دائما أن الصحيفة يقرؤها أفراد الأسرة جميعا فلا يضع الأخبار التي يهتم بها النساء في نفس الصفحة التي تحتوي على أخبار تهم الرجال. فباب الرياضة وصفحة المرأة لا يقعان في مكان واحد، حتى إذا أخد الوالد أو أحد الأبناء ورقة من الصحيفة ليقرأ موضوعا سياسيا أو رياضيا، فإن الأم أو الابنة تستطيع أن تقرأ القصة أو الأخبار الاجتماعية أو صفحة المرأة في ورقة أخرى، ويحاول المخرج الصحفي أن يحقق لهم ذلك.

ويلاحظ أيضا أن الصحف الرفيعة تنشر في صفحاتها الأولى أخبارا طويلة جادة؛ لأن قراءها متجانسون وهم غالبا من المثقفين الذين لهم جلد على قراءة الأخبار الجادة الطويلة، أما الصحف الشعبية التي تحاول اجتذاب أنصاف المتعلمين وغيرهم، فإنها تعرض الأخبار القصيرة المشوقة في الصفحة الأولى، حتى لا يضيق بها القارئ أو يمل فينصرف عنها إلى غيرها. وتعمد الصحافة الشعبية إلى الإكثار من الصور والرسوم تشويقا للقارئ، بينما نقل هذه الصور في الصحف الرفيعة. ويمكن القول بوجه عام أن الصحافة الشعبية الحديثة تحاول عرض أكثر عدد ممكن من أطراف الأخبار وأغربها في الصفحة الأولى، مع إحالة القارئ إلى الصفحات الداخلية لقراءة البقايا.

وعندما يعد سكرتير التحرير الفني خطة الإخراج في الصحافة الحديثة نجد أنه يدخل في اعتباره عدة عوامل متشابكة أهمها عقلية القارئ ونفسيته، وسلوكه البصري أثناء القراءة، بالإضافة إلى تكوين الصفحات تكوينا فنيا جميلا يوضح الأخبار ويجذب الأقطار. فمما لا شك فيه أن للصحيفة مقوماتها الاقتصادية التي لا بد من العناية بها حتى تتمكن من أداء رسالتها الإعلامية والثقافية والاجتماعية. وما دامت هناك عدة صحف تتنافس لكسب ود القارئ واجتذابه بشتى السبل، فلا بد من العناية بكافة الدراسات والأساليب الفنية التي تؤدي إلى جمال العرض، وسهولة القراءة، وفن التنسيق، وعرض الأخبار والمعلومات بترتيب منطقي وفقا لأهميتها النسبية، مع مراعاة سياسة الصحيفة وميول القراء، وذلك فضلا عن المحافظة على شخصية الصحيفة وجاذبيتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015