اللفظ، وكثيرا ما يلجأ المخرج الصحفي العربي إلى فن الخط اليدوي للتعبير بالنقط الصغيرة المتقاربة عن معنى "التراب" مثلا. وباختصار يمكن القول أن المخرج الأوروبي لديه من حروف الطباعة ما يكفل له حسن التعبير بلغة طباعية ميسرة، في حين يفتقر المخرج الصحفي العربي إلى ذلك كله.

أما آلات الجمع العربية فلا تحتوي إلا على حرف واحد فقط هو النسخ، كما أن الحجم نفسه محدود في الأنباط من 9 و12، وإن كانت جريدة الأهرام قد أخذت تستخدم البنط 7 في الأخبار المحلية وأنباء الأقاليم. وقد يكون المستقبل لهذا الحجم من الحروف نظرا لغلاء أسعار الورق، وارتفاع تكاليف الطباعة، وكثرة الأخبار العالمية والمحلية. وتستخدم الأنباط 16 و18 و24 في العناوين، كما يستخدم البنط 12 في المقدمة. وقد تقدمنا بفضل جهود المهتمين بالطباعة فاستطعنا أن نضيف الأسود إلى جانب الأبيض من الحروف، ولكن آلات الطباعة الأوروبية قد نوعت من أشكال حروفها تنوعا كبيرا وخاصة بالنسبة لآلتي اللينوتيب والإنترتيب1.

ويبذل المسئولون عن الطباعة العربية الحديثة جهودا مشكورة لتطوير الحرف العربي، وقد ساهم مجمع اللغة العربية في ذلك بالإعلان عن مسابقات يشترك فيها الفنانون والطابعون لهذا الغرض، غير أن الصعوبة هي في التبسيط مع المحافظة على شكل اللغة الجميل. حقيقة أن بعض المهندسين -مثل نصري خطار وغيره- قد نجحوا في عمليات التبسيط واختصار عدد الحروف وتيسير القراءة، ولكن ذلك النجاح جاء على حساب الشكل والمأثوري المألوف لحروف الطباعة العربية.

وهناك جهود أخرى تبذلها الصحف بالاتفاق مع شركات الطباعة العالمية لاستخدام الآلات في جمع العناوين على طريقة "لدلو"2، وقد نجحت الأهرام في ذلك، كما نجحت الصحف المصرية أيضا في اختصار حروف صندوق آلة الجمع الآلي منذ عام 1960، هذا فضلا عن استخدام العقل الإلكتروني للجمع الآلي السريع دون أخطاء وبسرعة فائقة، وهو المشروع الذي بدأت الأهرام في تطبيقه بنجاح على المجلات التي تصدرها. وربما تستخدمه مستقبلا في جمع مواد الجريدة نفسها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015