الرحلات والبلاد المختلفة من أشهر الموضوعات الصحفية التي يصلح لها هذا القالب الفني. ونؤكد مرة أخرى أن أدب الرحلات الخيالي لا يدخل ضمن فن التحقيق الصحفي الوصفي. وأنجح التحقيقات ما يتصل بخبر جديد أو اكتشاف حديث، كما يحدث في التنقيب عن الآثار. ويحتاج الكاتب إلى إعداد الخلفية العلمية من المعلومات الضرورية لوصف المكان الذي يذهب إليه، كما ينبغي أن يكون قوي الملاحظة، يقظا، حاضر البديهة. وأهم من ذلك قدرة الكاتب على الوصف بالقلم، وبراعته في نقل ما يشاهده وكأنه يرسم لوحات حية. ويعقد الأمل على أن هذا النوع من التحقيقات يمكن أن يكون عاملا قويا في ربط أواصر الإنسانية عن طريق التفاهم بين البشر والتقريب بين عاداتهم وثقافاتهم ونظمهم السياسية والاجتماعية.

وقالب الاعتراف يقدم صورا نابضة بالحياة، زاخرة بالمعاني، يرسمها الصحفي بغزارة المعلومات التي يدلي بها المصدر أدبيا كان أو زعيما أو فنانا أو بطلا رياضيا. ويعتمد هذا النوع من التحقيقات على الأمانة والصدق في نقل العبارات وكذلك على التصوير النفسي، والتحليل السيكولوجي. ولا شك أن الإنسان الذي اشترك في الأحداث بنفسه يستطيع أن يروي الأحداث بطريقته الخاصة التي تثير الاهتمام وتشوق القراء. ويحقق هذا القالب الصحفي وظائف الإعلام من أخبار وتسلية وإمتاع وإرشاد بطريقة غير مباشرة.

أما قالب الحديث فهو من أهم القوالب الصحفية وأكثرها شيوعا. وهنا يكون للصحفي صفات البائع، فهو مضطر أن يذيب شخصيته في شخصية محدثة، وتلك صفة ضرورية لا يقصد بها الإقناع وحده، ولكنها ألزم ما تكون في الحقيقة لإيجاد المشاركة الوجدانية بينه وبين المتحدث. وقد كانت الصحافة في الماضي -حرصا منها على الدقة والأمانة والصدق- تنشر الأسئلة والأجوبة نشرا حرفيا دقيقا، ولكن الصحافة الحديثة عدلت عن هذه الطريقة، ووجدت فيها ما يبعث على الملل والسآمة، فاتخذت طريقا وسطا فيه تحليل للجو المحيط بالحديث، مما يضفي عليه حيوية ونضارة وبهذه الطريقة يلقي الصحفي الأضواء على شخصية محدثة. وقد يهدف الحديث إلى جمع الحقائق والمعلومات والأخبار،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015