المقدمة على عناصر الخبر الرئيسية. ثم تأتي العناصر الأخرى مرتبة حسب أهميتها. ومن هنا جاءت تسمية الشكل الصحفي بالهرم المقلوب.

والقاعدة في صياغة الخبر هو البدء بالعناصر المهمة أولا، وهذه تتطلب حاسة صحفية ذواقة وتدريب ومران طويلين. ولا بد أن تحرك هذه البداية انتباه القارئ وأن تثير اهتمامه. والفرق بين المحرر الناجح والمحرر الفاشل يكمن في هذا الاختيار الدقيق لمقدمة الخبر. فقد يكون هناك تناقض في موقف إنساني مثير كالرجل الذي يلقى القبض عليه ليلة زفافه، أو العالم الذي يموت قبل استلامه جائزة الدولة التقديرية بعدة أيام. وهناك المقدمة التي تحتوي على تصريح مقتبس من رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء.

وعلى ذلك فالمحرر الصحفي بإزاء الأسئلة التقليدية المعروفة -الشقيقات الخمس والأخت السادسة- يفاضل بسرعة بين إجاباتها، ويعمل ذوقه الفني وحسه الصحفي في هذه المفاضلة. فالاسم اللامع المشهور يظفر بالإجابة عن السؤال من. والوفاة أو الانتحار أو الانفجار يكون إجابة عن ماذا، وغرابة الزمن كمقابلة تتم بين السفير ورئيس الجمهورية بعد منتصف الليل أو قبيل الفجر تصبح مثيرة، كما أن وجود رجل دين في ملهى ليلي يجعل المكان في مقدمة الخبر. وانتحار أول رجل من فوق برح القاهرة كان خبرا جديدا يجيب عن السؤال كيف.

والمهم أن المقدمة لا بد وأن تتصف بالمرونة الكافية بحيث تتشكل وفقا لنوع الحادث أو الخبر، مع الحذر من الحشو بالتفاصيل، وإرجاء ذلك إلى جسم الخبر نفسه في الموقع المناسب لذلك. وقد تكون المقدمة اقتباسية تحتوي على عبارة جرت على لسان مسئول كبير مثل "قرارنا هو القتال". وقد توجه المقدمة إلى القارئ نفسه مثل "أنت الآن مطالب بضريبة جديدة". وهناك المقدمة التساؤلية مثل "هل تستأنف أمريكا تجاربها الذرية؟ " أما المقدمة الساخنة فهي تحتوي على معلومات مثيرة تخطف الأبصار، وتجعل القارئ مشوقا إلى متابعة الخبر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015