الأقلام والمصلحين. وقد ارتبطت هذه الصحافة الصفراء بالعناوين العريضة "المانشيتات" والمبالغة في استخدام الصور والألوان الزاهية، والإسراف في الرسوم والصور الكاريكاتورية1.
وتعمد الصحافة الصفراء إلى الإكثار من النكت والفكاهات والمداعبات، كما أنها تبتكر الشخصيات، وتخترع المواقف المسرحية الدرامية، وكأنها تدافع عن الصالح العام، في حين أنها تجري وراء الأخبار الشخصية والفضائح، حتى ولو كان ذلك على حساب الأسر المرموقة والشخصيات المحترمة. غير أن القراء في نهاية الأمر، يرفضون هذا النوع من الصحافة، ويسعون وراء الدقة والعناية بالجوهر. ولعل هذا الشعور هو الذي أفضى بجريدة لابرس2 الفرنسية -وهي من الصحف الصفراء- إلى التوقف عن الصدور، سنة 1927، عندما بالغت في التغرير بالجمهور. فقد نشرت هذه الجريدة نبأ وصول طيارين مغادرين إلى نيويورك بعد أن عبروا المحيط الأطلنطي لأول مرة، ثم تبين فيما بعد أن الطائرة سقطت في المحيط.
أما الصحافة في العالم الاشتراكي كالاتحاد السوفييتي مثلا، فإنها تنظر إلى الخبر من ناحية وظيفته الاجتماعية. فالسبق الصحفي لا يقصد لذاته، ولا ينشر خبر من الأخبار إلا بعد التأكد من فائدته للحزب وللمجتمع. فمثلا، لقد ألقى إيزنهاور خطبة هامة طالب فيها بعقد اتفاق عالمي للسلام، وكان ذلك في السادس عشر من إبريل سنة 1953، غير أن الصحافة السوفييتية لم تنشره إلا في الخامس والعشرين من نفس الشهر. كما أن أخبار انتخاب نيكسون مثلا لم تجد طريقها إلى الصحف الاشتراكية إلا بعد فترة من الزمن. وكان الخبر بسيطا في ذيل عمود في آخر الصفحات. بل إن أخبار أبوللو 12 و13 و14 ووصول رواد الفضاء إلى القمر لم تجد طريقها للنشر. وهناك تعريف للخبر يقول: "إن الخبر هو ذلك الشيء الذي يخدم مصالحنا! ".