العارفين إذا وقف أحدهم بين يدي ربه في الصلاة حكم من كان فسق في حريم الوالي أتوا به إليه فهو يخاف من القرب من حضرته حتى يحصل رضى الوالي والعفو والمسامحة " (?).

إن هذا تهاون بالسنة , وإلا فما هذا الخجل والحياء والخوف؟

وهل هؤلاء الصوفية كانوا أشدّ خوفاً من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم , وبالتالي هم الذين يقولون: لا نعبد ربنا خوفاً وطمعاً ورهبة ورغبة كما بينا ذلك بالتفصيل.

ومن مخالفتهم في الصلاة أيضاً ما ذكره الطوسي من آداب الصوفية أنهم إذا دخلوا البادية يتمون الفرائض ولا يقصرون الصلاة , ولا يتركون شيئاً مما كانوا يعملون في أوطانهم وإن أباح لهم العلم ترك ذلك , لأن السفر والحضر عندهم سواء (?).

هذا وقد روى عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: إنما قال الله تعالى {أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} , فقد أمن الناس. قال عمر: " عجبت مما عجبت منه , فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

(صدقة تصدق الله بها عليكم فأقبلوا صدقته) (?).

وعن ابن عباس قال: فرض الله الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعاً , وفي السفر ركعتين , وفي الخوف ركعة (?).

وأما الصوفية فيقولون: إن طريقهم طريق الشدة ويرون العمل بالرخص انحطاطاً عن الحقيقة كما يقول ابن عربي:

" إن التصوف طريق الشدة ليس للرخاء فيه مدخل , لأن الرخص إنما هي للعامة " (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015